حصاد مشاركة مصر بالقمة 22 للمجلس الدولي للسفر بالرياض..عيسي إستعرض إستراتيجية السياحة المستدامة وبحث مع وزير الحج السعودي تطورات منظومة العمرة والمتحف الكبير إضافة للعالم
علاء الدين ظاهر
علي مدار عدة أيام شارك أحمد عيسي وزير السياحة والآثار خلال زيارته للعاصمة السعودية الرياض للمشاركة في اجتماعات القمة الثانية والعشرين للمجلس الدولي للسفر والسياحة WTTC التي تُقام تحت عنوان " السفر لمستقبل أفضل".
# لقاءات رسمية
واستهل لقاءاته الرسمية بعقد لقائين مع كل من وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب، وزيرة الدولة للسياحة بالبرتغال السيدة Rita Marques، وذلك لبحث تعزيز سبل التعاون بين مصر وكل من المملكة العربية السعودية والبرتغال في مجال السياحة والآثار.
وخلال لقائه مع وزير السياحة السعودي بحضور السفير أحمد فاروق سفير مصر بالسعودية، تم التأكيد على عمق العلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين الشقيقين والتي تشهد تعاوناً في العديد من المجالات، ولاسميا السياحة والآثار.
كما تمت مناقشة تنفيذ برامج تسويقية مشتركة بين البلدين تستهدف الأسواق البعيدة والتعاون بصورة أكبر لإعداد خطة تدريب وبرنامج عمل مشترك لعام ٢٠٢٣ للعاملين بالقطاع السياحي والفندقي.
ومن جانبه، أكد وزير السياحة والآثار على الحرص على تنسيق آليات العمل بين البلدين لخلق مزيداً من فرص التعاون من خلال تنظيم برامج سياحية مشتركة، لافتا إلى أهمية استمرار العمل بين الفرق الفنية من الجانبين في سبيل وضع المقترحات والاستعداد لعقد اجتماعات لمناقشتها خلال الفترة القليلة القادمة.
كما أكد وزير السياحة السعودي على أهمية التعاون بين مصر والسعودية لتنمية حركة السياحة الوافدة إلى إقليم الشرق الأوسط بما يساهم في حصول الإقليم على نصيبه العادل من حركة السياحة العالمية.
كما تناول لقاء السيد أحمد عيسى مع وزيرة الدولة للسياحة بالبرتغال والسيد Filipe Silva مدير مجلس السياحة الوطني بالبرتغال (National Tourism Board)، بحث تعزيز سبل التعاون لزيادة الحركة السياحية الوافدة من دولة البرتغال إلى مصر، بالإضافة إلى بحث تبادل الخبرات بين البلدين في مجال إدارة المنظومة السياحية والاستفادة من خبرات دولة البرتغال في هذا المجال ولاسيما في قطاع الضيافة والفندقة، كما تم بحث سبل تفعيل الشراكة في مجال التدريب السياحي من خلال توقيع مذكرة تفاهم مشتركة بين البلدين.
# جلسة إفتتاحية
كما شارك وزير السياحة والآثار، في الجلسة الافتتاحية لاجتماعات القمة الثانية والعشرين للمجلس الدولي للسفر والسياحة WTTC المُقامة في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية تحت عنوان " السفر لمستقبل أفضل" خلال الفترة من ٢٨ وحتى ٣٠ نوفمبر الجاري.
وقامت بإلقاء الكلمة الافتتاحية بالجلسة السيدة جوليا سيمبسون الرئيس والمدير التنفيذي للمجلس الدولي للسفر والسياحة WTTC، وألقى أيضاً السيد أحمد الخطيب وزير السياحة السعودي كلمة، وشارك في حضور الجلسة أعضاء المجلس الدولي للسفر والسياحة WTTC.
وعقب مشاركة وزير السياحة والآثار في الجلسة الافتتاحية لاجتماعات القمة، شارك أيضاً، كمُتحدث، في إحدى الجلسات النقاشية التي عُقدت على هامش اجتماعات القمة تحت عنوان "تقليل بصمة السفر والسياحة Reducing the footprint of Travel & Tourism".
كما شارك كمُتحدث في الجلسة أيضاً الرئيس التنفيذي لأحد مؤسسات التطوير السياحي، ونائب السكرتير المساعد لصناعة السياحة والسفر وإدارة التجارة الدولية بالولايات المتحدة الامريكية، والرئيس والمدير التنفيذي لإحدى سلاسل الفنادق العالمية.
وقد استهل أحمد عيسى حديثه خلال الجلسة، بالتأكيد على أهمية العمل على تطبيق مزيد من السياسات لتحقيق تنمية سياحية مستدامة وجعل قطاع السياحة والسفر مستدام ومرن وهو ما يساهم في تقليل بصمة القطاع والحفاظ على استمراريته واستدامته للأجيال القادمة.
وقام الوزير بالإشارة إلى السياسات التي تتبناها الوزارة والآليات التي تحرص على تطبيقها في إطار حرصها على تحقيق تنمية سياحية مستدامة.
لافتاً إلى استراتيجية الوزارة لتحويل القطاع السياحي في مصر إلى قطاع صديق للبيئة ومستدام وما تقوم به المنشآت الفندقية والسياحية المختلفة الموجودة بالقطاع لتحقيق ذلك، بالتعاون مع منظمات العمل المدني ممثلة في الاتحاد المصري للغرف السياحية والغرف السياحية المعنية لتطبيق إجراءات من شأنها أن تساهم في تحقيق كافة معايير الاستدامة في السياحة.
وتحدث الوزير عن أهمية العمل على زيادة الوعي بأهمية الحفاظ على الاستدامة السياحية وتقليل بصمة السفر والسياحة، مؤكداً على أن تطبيق هذا الأمر لن يظل ترفاً بل سيكون ضرورة مُلحة في المستقبل.
وفي سؤال للوزير عن أهمية تشجيع العمل بصناعة السياحة، أكد الوزير على أهمية صناعة السياحة في توفير فرص العمل المختلفة، لافتاً إلى أهمية التركيز على بناء قدرات العنصر البشري بالقطاع وتنمية مهاراته، والعمل على زيادة إنتاجيته وتحقيق مزيد من الازدهار والتكامل بالصناعة.
وقد تم خلال الجلسة التأكيد على ضرورة إنشاء إطار عمل متكامل لشركات قطاع الأعمال لقياس والوقوف على تأثير هذه الأعمال على استدامة الكوكب، وحث المستثمرين والمسافرين حول العالم بالتغيير وخاصة في ظل مسئولية قطاع السياحة والسفر نحو المشاركة في تحقيق مستقبل مستدام.
# الحج والعمرة
والتقي أحمد عيسى وزير السياحة والآثار مع الدكتور توفيق بن فوزان بن محمد الربيعة وزير الحج والعمرة بالمملكة العربية السعودية،حيث تم استعراض التطورات التي تشهدها منظومة العمرة وسفر المعتمرين المصريين إلى المملكة العربية السعودية.
حيث أكد وزير الحج والعمرة على أهمية العلاقات التي تربط بين مصر والمملكة العربية السعودية، وعلى أن المملكة ملتزمة بالحفاظ على حقوق المعتمرين المصريين والتعامل بصرامة مع أي مخالفات قد تصدر من أي شركة سياحية أو وكيل سعودي أو من مقدمي الخدمة بالأراضي السعودية واتخاذ اللازم بشأنها.
كما تم الاتفاق على أنه سيتم في أقرب وقت تفعيل اللجنة التنسيقية العليا المشتركة من الجانبين المصري والسعودي والتي تضم كافة الكفاءات الفنية المطلوبة والتي تم الاتفاق على تشكيلها خلال لقاء السيد أحمد عيسى والدكتور توفيق بن فوزان بن محمد الربيعة في القاهرة في شهر أكتوبر الماضي خلال الزيارة الرسمية التي قام بها وزير الحج والعمرة بالمملكة العربية السعودية لمصر على رأس وفد سعودي رفيع المستوى.
يذكر أنه خلال اللقاء الأول للوزيرين بالقاهرة في أكتوبر الماضي، اتفق الوزيران على تشكيل لجنة تنسيقية عليا من الجانبين المصري والسعودي تضم كافة الكفاءات الفنية المطلوبة لتقوم بالتنسيق الدائم في العديد من المهام من بينها التنسيق لإيجاد حلول سريعة لأى مشكلات قد تحدث خلال موسمي الحج والعمرة، ومناقشة التطورات والمستجدات التي قد تطرأ، وتبادل المعلومات والمشاورات بين أعضاء اللجنة في البلدين من أجل سرعة اتخاذ القرارات، ورصد كافة المخالفات التي قد تصدر من الشركات السياحية أو من مقدمي الخدمة بالأراضي السعودية واتخاذ اللازم بشأنها.
كما تم خلال اللقاء التأكيد على أن هناك مساحات كبيرة وفرص للتعاون بين البلدين في مجالات سياحية أخرى بجانب نطاق ملف رحلات الحج والعمرة، بالإضافة إلى مناقشة عدد من النقاط لتعزيز سبل التعاون المختلفة بين وزارة السياحة والآثار ووزارة الحج والعمرة السعودية، و عدد من المُقترحات للتيسير على قاصدى بيت الله الحرام.
# منظمة السياحة العالمية
كما التقي أحمد عيسى وزير السياحة والآثار، بزوراب بولوليكاشفيلي الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية،بحضور يمنى البحار مساعد وزير السياحة والآثار للشئون الفنية، ووزير مفوض داليا عبد الفتاح المشرف العام على الإدارة العامة للعلاقات الدولية والاتفاقيات بوزارة السياحة والآثار.
واستهل عيسى اللقاء بالترحيب بزوراب بولوليكاشفيلي، مؤكداً على حرصه على استمرار وتعزيز مزيد من التعاون بين الوزارة والمنظمة خلال الفترة المقبلة بما يساهم في تطوير قطاع السياحة المصري وتحقيق أهداف الوزارة نحو تنمية ودفع الحركة السياحية الوافدة إلى مصر.
وقد تم خلال اللقاء مناقشة العديد من الموضوعات من بينها بحث آليات التنسيق القائم بين الوزارة والمنظمة لتنفيذ بعض المشروعات التنموية في مصر، وسبل تعزيز آوجه التعاون المستقبلية بين الوزارة والمنظمة.
وأشار الوزير إلى مقترح العمل على محور بناء القدرات كأحد محاور العمل المشترك بين الوزارة والمنظمة سواء على مستوى منظومة العمل بالوزارة كرقيب وكمُنظم ومُحفز لصناعة السياحة وما تقوم به لتمكين القطاع الخاص أو على مستوى العاملين في القطاع السياحي، وذلك في إطار تعزيز الدور الرقابي للوزارة بما يساهم في رفع جودة الخدمة المقدمة وتوفير تجربة سياحية جيدة ومتميزة في مصر ودعم القطاع السياحي المصري ليحظى بالنمو والتطور.
ومن جانبه، أكد السيد زوراب بولوليكاشفيلي على حرص المنظمة على تعزيز التعاون مع مصر بصورة أكبر لتنمية قطاع السياحة المصري ورفع معدلات السياحة الوافدة إلى مصر.
# المتحف المصري الكبير
كما عقد أحمد عيسى وزير السياحة والآثار اليوم مجموعة من اللقاءات الإعلامية مع عدد من ممثلي وسائل الإعلام العربية والدولية والتي من بينها لقاء تليفزيوني مع قناة بلومبرج الشرق، ولقاء آخر صحفي مع وكالة أنباء السعودية
وخلال هذه اللقاءات، استعرض أحمد عيسى مستهدفات الدولة المصرية لتنمية قطاع السياحة في مصر وزيادة حركة السياحة الوافدة إليها بمعدلات تتراوح ما بين ٢٥ و ٣٠% وخاصة في ظل تزايد الطلب على زيارة المقصد السياحي المصري.
موضحاً أنه تم تحديد ٣ محاور للعمل عليهم خلال الفترة المقبلة وهي العمل على زيادة الغرف الفندقية الموجودة في مصر، وكذلك زيادة الفرص المتاحة لشركات الطيران في عدد المقاعد المتاحة لمصر، والعمل على تحسين مناخ الاستثمار في مصر بما يساهم في جذب المستثمرين المحليين والدوليين وتحقيقهم للعائد المرجو من استثماراتهم، وتحسين التجربة السياحية للسائحين في مصر، مشيراً إلى مبادرات الدولة لدعم وتمويل القطاع السياحي المصري.
وفي سؤال عن مساهمة المتحف المصري الكبير عند افتتاحه في زيادة أعداد السائحين الوافدين لمصر، والموعد المرتقب للافتتاح، أشار أحمد عيسى إلى أن المتحف المصري الكبير سيقدم عند افتتاحه تجربة سياحية خاصة ومتميزة للغاية لزائريه، معرباً عن فخره بهذا المتحف والذي سيكون له دور وإضافة كبيرة بالنسبة للثقافة العالمية وليس فقط بالنسبة للمقصد السياحي المصري، لافتاً إلى أنه سيتم افتتاحه قريباً والذي سيأتي تزامناً مع ما ستشهده منطقة أهرامات الجيزة من تطوير.
وفي سؤال عن عمق العلاقات بين مصر والمملكة العربية السعودية، تحدث الوزير عن العلاقات الثنائية المتميزة وأوجه التعاون القائمة بين البلدين الشقيقين على جميع الأصعدة، مؤكداً على أن السياحة تعتبر أحد الملفات الهامة التي تشهد تعاوناً كبيراً بين البلدين، مؤكداً على أن السعودية تعتبر أحد أهم الأسواق السياحية بالنسبة لمصر، وكذلك لمصر أهمية بالنسبة للحج والعمرة في السعودية.
كما أشار إلى بعض الاجراءات التنسيقية وسبل التعاون الجاري تفعيلها بين مصر والسعودية لوضع الخطط والآليات المناسبة لتعظيم مزيد من التعاون بين البلدين، لافتاً إلى لقائه خلال مشاركته في اجتماعات هذه القمة مع أحمد الخطيب وزير السياحة السعودي والذي تم خلاله مناقشة إمكانية وضع آليات مشتركة وتنسيقية بين البلدين تساهم في تطوير صناعة السياحة بهما وتحقيق القطاع الخاص مزيد من النمو وخاصة في ظل الإمكانيات التي تتمتع بها الصناعة في البلدين.
تعليقات
إرسال تعليق