خبير آثار يروى قصة اختياره لأنشودة الكرنك في برنامج أغانى وعجبانى

علاء الدين ظاهر

إستضاف برنامج "أغانى وعجبانى" الشهير بصوت العرب فى الإذاعة المصرية والذى يعد من أقدم البرامج الإذاعية عمره خمسون عامًا الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار والذى اختار ثلاث أغانى حازت على إعجاب مستمعى صوت العرب فى مصر وكافة أرجاء الوطن العربى والذى أعاد ذكريات الفن الجميل والزمن الجميل ونحن على أعتاب عام ميلادى جديد البرنامج تقديم الإذاعى القدير محمد جلال


وأشار الدكتور ريحان إلى سبب اختياره هذه الأغانى والذى بدأها بأنشودة الكرنك شعر محمد فتحى لحن وغناء الموسيقار محمد عبد الوهاب معربًا عن شعوره حين سماع هذه الأغنية بأنه ملك متوج من ملوك مصر القديمة محاط بالرهبة والعظمة تنقله لحضرة معبد الكرنك ومواكب الملوك فى النيل هى لوحة شاعرية تصل الماضى بيمن الحاضر وتصور جمال الطبيعة وشدو الطيور على الأغصان حول المعبد وكأنه حلم عاشه الشاعر وتحقق على أرض الواقع بعودة هؤلاء الملوك يوم 25 نوفمبر الماضى فى احتفالية افتتاح طريق الأوبت بالأقصر


حلم لاح لعين الساهر ـ وتهادى في خيال عابر


وهفا بين سكون الخاطر ـ يصل الماضي بيمن الحاضر


طاف بالدنيا شعاع من خيال ـ حائر يسأل عن سر الليالي


يا له من سرها الباقي ويالي ـ لوعة الشادي ووهم الشاعر


صحت الدنيا على صبح رطيب ـ وهفا المعبد للحن الغريب


مرهفًا ينساب من نبع الغيوب ـ ويناديه بفن الساحر




وأشار الدكتور ريحان إلى أنه يؤمن أن كل إنسان داخله كنز كبير ومن الممكن أن يضيع العمر ولا يكتشف الإنسان نفسه وله حكمة شهيرة " لا تنظر إلى النقص فيك فى كمال الغير بل أنظر إلى الكمال فيك واكتشفه بنفسك" 


ويروى الدكتور ريحان أنه كان فى السنة السادسة الابتدائية وسمع أغنية نجاة "إلى حبيبى" شعر نزار قبانى واكتشف بداخله طاقة رومانسية كبيرة فى هذه السن المبكرة ومن هذه الطاقة الرومانسية بدأ يشعر بجمال وقيمة كل شيء حوله وقيمة الكون لذلك كان بحثه عن قناعة وإيمان عن مبدع هذا الكون سبحانه عز وجل 


وأوضح أن الطاقة الرومانسية ليست فى مفهومها الظاهرى بأنها علاقة عاطفية بين شاب وفتاة ولكن هى طاقة حب وعطاء لا تنتهى ودون انتظار المقابل مثل النهر الخالد، وأن هذه الطاقة الرومانسية خلقت منه عاشقًا للغة العربية والشعر والأدب وبدأ يكتب فى سن مبكرة دون أن ينشر كان يكتب لنفسه ويسجل فى كراسات المدرسة مشاعره اليومية نحو كل شيء حوله وبدأ يحب كل ما يفعله فالدراسة ليست مقرر ولكن تعامل معها بحب 


ولفت الدكتور ريحان إلى عشقه لمجال الآثار بدراسته وولعه به حين عمل به ميدانيًا حيث وجد فيه كل الرومانسية من فنون وأدب وجمال وفرحة الآثارى وهو يكتشف أثر لأول مرة ويكتب شهادة ميلاده للعالم مثل طبيب النساء الذى يولد على يديه الجنين فالآثارى يولد على يديه الأثر باكتشافه وهو الذى يكتب شهادة ميلاده ويؤرخه للعالم ويصفه ويكتشف مزاياه ومكنوناته الحضارية ثم يشرف على تربيته ورعايته بترميمه وإعادة توظيفه ثم يتحدث عنه بهذا العشق كأحد أبنائه للعالم كله عبر الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعى ويقول نزار قبانى فى قصيدة "إلى حبيبى" التى فجرت كل هذه الطاقة الرومانسية 


متى ستعرف كم أهواك يا أملًا 


أبيع من أجله الدنيا وما فيها


لو تطلب البحر فى عينيك أسكبه


أو تطلب الشمس فى كفيك أهديها


أنا احبك فوق الغيم أكتبها


وللعصافير والأشجار أحكيها


أنا أحبك فوق الماء أنقشها


وللعقاقير والأقداح أسقيها


أنا أحبك حاول أن تساعدنى


فإن من بدأ المأساة ينهيها


وإن من فتح الأبواب يغلقها


وإن من أشعل النيران يطفيها




ونوه الدكتور ريحان إلى أن مطربه المفضل هو فريد الأطرش وكان يحفظ كل أغانية بألحانها وأن ألحانها العظيمة هى اللى خلقت لديه الأذن الموسيقية لدرجة أنه حتى اليوم يغضبه من يغنى أغنية أمامه وينشذ فى لحنها وكانت أغنية الربيع التى كتبها مأمون الشناوى ولحنها وغناها فريد الأطرش تنقله عبر فصول السنة ولها ذكريات عديدة لديه مكانية وزمانية فهى معنى لكل شيء جميل راقى وهكذا صورت الأغنية الربيع


كان النسيم غنوة والنيل يغنيها


وميته الحلوة تفضل تعيد فيها


وموجه الهادي كان عوده ولون البدر أوتاره


يناغي الورد وخدوده يناجي الليل وأسراره




ثم الصيف 


لمين بتضحك يا صيف لياليك وأيامك؟


كان لي في عهدك آليف عاهدني قُدامك


وكان لي في قلبُه طيف يخطر في أحلامك


من يوم ما فاتني وراح..


شـــدو البلابل نـــــواح..


والورد لـــون الجـــــراح..




وهكذا صورت الخريف 


مر الخريف بعده ذبل زهور الغرام 


والدنيا من بعده هوان ويأس وآلام




حتى ندخل فى الشتاء


وآدي الشتا يا طول لياليه


على اللي فاتُـه حبيبُــــه


يناجــي طيفـه ويناديـــــه


ويشكي للكون تعذيبــــه.




.

تعليقات