بهجة في ألوان أسامة فريد بقاعة آزاد

علاء الدين ظاهر

تستضيف قاعة آزاد للفنون في القاهرة حالياً وحتى 28 نوفمبر معرضاً لأعمال الفنان أسامة فريد. يقام المعرض تحت عنوان "انطباعات" ويضم عدداً من أحدث أعمال الفنان التصويرية.




إن أكثر ما يميز التجربة التصويرية للفنان أسامة فريد هو هذا الإحساس الطاغي بالبهجة والارتياح الذي تتسم به الأعمال جميعها.. أجواء ربيعية، وتكوينات عامرة باللون، ومُعالجات لا تحمل سوى إحساس صاحبها العميق بطبيعة الخامة وحيويتها.



والتجربة التصويرية المميزة للفنان أسامة فريد تستند في جانب كبير منها إلى التجريب والتنوع اللافت، بدءاً من مواضيع أعماله وتجاربه السابقة التي تُراوح ما بين المشهد الطبيعي والتكوينات المعمارية الراسخة، إلى معالجاته التجريدية للعناصر. 



وينتقل الفنان بين هذه القوالب بكل سلاسة وإيمان عميق بقدرة الفن على التعبير والموائمة بين الأصالة والمعاصرة. غير أن ما يجمع بين معالجات وأساليب الفنان المُتنوعة هو ذلك الإحساس المرهف باللون والتوظيف الخلّاق له.




 فاللون في أعماله يبدو لافتاً للنظر ومُحركاً للمشاعر، أياً كان الموضوع الذي تتم معالجته. لا يتوقف أسامة فريد عند خامة لونية بعينها، بل يجمع في اللوحة الواحدة، في كثير من الأحيان، بين أكثر من خامة، من ألوان زيتية، إلى خامة الأكريليك، خلافاً للأصباغ والأكاسيد اللونية والورق المذهب، ليجسد في النهاية مشهداً تصويرياً غنياً ومتنوعاً. 



وفي هذا المعرض يتخذ اللون دور البطولة، إلى حد الإيهام بأننا أمام إحدى تجارب التجريد اللوني. غير أننا سرعان ما ننتبه إلى الشكل المتواري خلف هذه التكوينات، إذ لم يتخل الفنان هنا عن الشكل تماماً، فالأشكال في هذه الأعمال تتوارى في الخلفية لصالح اللون، لتترك مساحة أرحب للتجريب في الخامة.



في هذه الأعمال يمكننا أن نستكشف على مهل العلاقة ما بين الشكل واللون في لوحات أسامة فريد، ونبحث وننقب ما بين التقاطعات الخطية التي يوظفها الفنان بمهارة في أعماله عن أسرار هذا البناء التصويري المفعم بالبهجة، في تجربة بصرية وذهنية فريدة وممتعة.




تعليقات