علاء الدين ظاهر
4 اواني أغطيتها برؤوس إذا بحثت تكتشف أنها لأبناء حورس الأربعة عادة ما توضع مع المتوفي في المقابر الأثرية،حيث أنه مما لاشك فيه أن المصريون القدماء اهتموا بالأخرة اكثر من اهتمامهم بالحياة الدنيا وقد ظهر هذا واضحاً من خلال عمارة المقابر وما تبعها من فنون جنائزية , وذلك لاعتقادهم بأنها ستكون سبباً فى نجاتهم والإفلات من العقاب الذى سيتعرض له المذنبون.
هذه الحقائق جاءت ضمن دراسة أجرتها كل من د.نسرين صبرى على ود.نيفين صبرى على من الإدارة المركزية للآثار الغارقة،وتم تقديمها للنشر العلمي في اتحاد الأثريين العرب،حيث كان للمصريين القدماء مجموعة من عادات الدفن المعقدة والتى يرون أنها ضرورية للخلود والحفاظ على جسد الميت بعد الموت.
وشملت هذه الطقوس التحنيط والتعاويذ السحرية ودفن بعض السلع التى يرون الميت فى حاجة لها فى الحياة الأخرى،وكانت الطقوس الجنائزية عند مصر القديمة يتولاها الكهنة وهى مابين طقوس وشعائر يومية تؤدى للآلهة على نحو مخصص وبين أعياد دينية فى مواسم خاصة مثل عيد موسم الفيضان.
وطقوس دفن الموتى مثل التحنيط والتوابيت التى يوضع فيها الجسد،وكذلك الأوانى التى تقوم بالحفاظ على أحشاء المتوفى حيث تواجدت عدة طرق للتحنيط، وذلك حسب الحالة الأجتماعية والمادية للمتوفى،وقد كانت إزالة الأحشاء ضرورة فى عملية التحنيط،وكانت المقبرة عملاً فنياً متكاملاً وليس مجرد بناء رفات المتوفى ويوارى جثته.
بل كانت بيتاً للخلود من أجل المحافظة على جسد الميت وإبعاد الروح الشريرة عنه داخل مقبرته،ومن اهم الأغراض الجنائزية التى أعدت بالمقبرة التوابيت التى كانت يوضع فيها الجسد بعناية فائقة، وأيضاً الأوانى التى كانت تحفظ أحشاء المتوفى حتى تعود إليه الحياة مرة أخرى والتى عرفت باسم الأوانى الكانوبية .
واستمر وجود هذه الأوانى خلال عصر الأسرات وأيضاً خلال العصرين اليونانى والرومانى،حيث أن الأغريق والرومان شاركوا المصريين القدماء فى معتقداتهم الجنائزية،وآمنوا بآلهتهم مما جعلهم يحذون حذوهم فى تحنيط جثث موتاهم والرومان على الأخص فقد ساروا على النهج الفرعونى،واستمروا فى تحنيط جثثهم وتزيينها بصورة أكثر تفصيلاً وإحكاماً من العصر البطلمى.
وتاريخيا الأواني الكانوبية هي أوانيّ استخدمها القدماء المصريون خلال عملية التحنيط لتخزين وحفظ أحشاء الموتى للآخرة،كانت تصنع عادة من الحجر الجيري أو من الفخار،زلم تكن الأحشاء كلها تحفظ في إناء كانوبي واحد، ولكن كان هناك 4 أواني كانوبية، كل منها لحفظ عضو معين: المعدة، الأمعاء، الرئتين، الكبد. والتي كان يعتقد أن الميت سيحتاجها في الآخرة. لم يكن هناك وعاء للقلب، حيث اعتقد المصريون أنه مقر الروح ولذلك كان يترك داخل الجسم.
وتميزت الأواني الكانوبية في عصر الدولة القديمة بأنها كانت نادرًا ما تُنقش، وكان لها غطاء عاديًا. في العصور الوسطى أصبحت النقوش أكثر شيوعًا، كما أصبحت أغطية الأواني على شكل رؤوس بشر. في الأسرة التاسعة عشر، صنعت أغطية الأواني الأربع بحيث أن كل منها يصور واحدًا من أبناء حورس الأربعة، كحراس للأعضاء داخل الأواني.
تعليقات
إرسال تعليق