بالأدلة التاريخية..خبير آثار ردا علي د.وسيم السيسي:ليلة القدر لا علاقة لها بالحضارة المصرية القديمة

علاء الدين ظاهر 

فند خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار ما ذكره الدكتور وسيم السيسى أن هناك ليلة القدر عند قدماء المصريين وتعني كلمة «يشيشلام ربه» أي تعني «القدر»، والقدر معناه هو أن لكل إنسان رزقًا خاصًا به وأن الصوم فى مصر القديمة كان ثلاثون يومًا 



وقال ريحان:هذا ليس له أساس علمى أو أدلة أثرية وتفسيرها بأنها لكل إنسان قدر وربطها باحتفالية فى مصر القديمة بعيدًا تمامًا عن معنى هذه الآية فى الإسلام وأن تفسير الآية الكريمة }إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ{ تعنى أن ليلة القدر هى ليلة نزول القرآن الكريم وليلة القدر هي ليلة اختصها الله سبحانه وتعالي لنزول القرآن بها ولم توجد قبل الإسلام.



ويوضح الدكتور ريحان من خلال قراءة فى تفسير الشيخ الشعراوى رحمة الله عليه أن المقصود أن الليلة نفسها لها قدر، فكأن الليلة التي اختارها الله ليفرق فيها كل أمر حكيم اختارها لنزول القرآن وهو أكبر فرقان وهناك رأى آخر أن هذه الليلة جاء لها القدر بنزول القرآن.



 فليلة القدر تعدد فيها نزول القرآن، فنزل أولا من الله في أول مشهد، ثم نزل من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا أو إلى بيت العزة في سماء الدنيا، وبعد ذلك أنزلته السفرة على جبريل كل عام، وبعد ذلك نزل به جبريل في كل مناسبة حسب ما تقتضيه الأحداث.




ويتابع الدكتور ريحان أن قوله تعالى "وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ" بأن الله سبحانه وتعالى يخاطب الرسول، فإذا كان هناك علم لدى البشر فيكون عند الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن "وَمَا أَدْرَاكَ" تدل على أنها شئ فوق إدراكك وكأنه شئ بالذاتية.



 وهذا يعنى أنها تضمنت معنى فوق مدلول اللفظ الوضعى، ولا يقال "مَا أَدْرَاكَ" الا لشئ يعظم على المخاطب أن يدركه بذاته فإذا كان قد عظم على الرسول صلى الله عليه وسلم إدراك معنى ليلة القدر فهى فوق كل مدركات البشر فهل يجوز لبش أن يفسّرها وفق هواه.




وأن الله حدد مقام ليلة القدر من شهر رمضان، وقد أعطى الله سبحانه وتعالى هذه الليلة إكرامًا لرسول الله ولأمته بحيث إذا وفق الإنسان إلى العمل فيها قيامًا واحتسابًا لوجه الله غفر له ما تقدم من ذنبه، ولذلك جاءت الآية " لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ"، أما لماذا جاءت " ألف"، فلأن الألف عند العرب كانت أقصى عدد، وكانوا يعتقدون أن الألف هي نهاية الأرقام.




امًا عن الصيام فى عصر مصر القديمة فيوضح الدكتور ريحان أنها حقيقة،وقد ذكر القرآن الكريم بوجود الصيام قبل الإسلام ولم يذكر وجود ليلة القدر قبل الإسلام وكان متنوعًا بين الواجب والمستحب والتطوع، وقد عرف المصريون القدماء الصوم ثلاثة أيام من كل شهر من أجل الحفاظ على صحتهم.



 كما كانوا يصومون احتفالًا بأعياد وفاء النيل والحصاد وبداية السنة الجديدة، وكان هناك نوع آخر من الصوم؛ يسمى بصوم الانقطاع، وكان يستمر لمدة 70 يومًا يحرم فيه تناول أي شيء عدا الماء والخضر كما جاء فى دراسة للدكتور حسين دقيل المتخصص فى الآثار اليونانية والرومانية.




ويشير الدكتور ريحان إلى وجود صوم الكهنة  منذ التحاق الناسك بخدمة المعبد حيث يصوم سبعة أيام متتالية دون طعام أو شراب بهدف التطهر من علائق الجسد والنفس ولتجهيزه للمهام الروحية وذكر بعض الباحثين أن هذا القسم من الصوم قد يمتد إلى 42 يومًا يمررمن خلاله بمراحل تبدأ بصيام عشرة أيام عن اللحوم والنبيذ



 ثم يعقب ذلك تلقينه واجباته بالمسائل المقدسة ثم يستأنف الصوم لعشرة أيام أخرى يمتنع فيها كل طعام فيه الروح ويتغذى على خبز الشعير والماء ليترقى إلى مرحلة أعلى في المهام الروحية ثم في الـعشرة أيام الأخيرة يمتنع عن جميع أنواع الطعام والماء، وكان صوم الكهنة يبدأ منذ طلوع الشمس وحتى غروبها .



وكان يشتمل على عدم مباشرة النساء ويقضونه في التطهر والنسك والتعبد وبالتالى فالصوم ليس ثلاثون يومًا كما ذكر الدكتور وسيم .



وينوه الدكتور ريحان إلى صيام الشعب وكان لمدة أربعة أيام من كل عام تبدأ عندما يحل اليوم السابع عشر من الشهر الثالث من فصل الفيضان وهو صوم كامل يمتنع فيه الصائم عن الطعام والشراب والنساء من طلوع الشمس وحتى الغروب.



أن كلمة صوم فى اللغة المصرية القديمة من مقطعين "صاو" بمعنى امتنع، والميم بمعنى عن أى امتنع عن كما فسرها الدكتور علاء الخزاعي في كتابه (التطور التاريخي للصيام)

تعليقات