علاء الدين ظاهر
في عام 1941 تم عرض أحد أيقونات السينما المصرية ألا وهو فيلم"سي عمر"من تأليف المبدع بديع خيري والفنان الكبير نجيب الريحاني،وبطولة نجيب الريحاني، وإخراج نيازي مصطفى.
إشاراتنا للفيلم في البداية ليس بسبب بطله ولا قصته،ولكن لأنه شهد ظهورا مميزا لفنان رغم قصر مشهده في الفيلم لكنه لا ينسي أبدا،الا وهو الفنان علي عبد العال الذي ادي في الفيلم دور صاحب مخزن ومحل البقالة الذي اشترك نجيب الريحاني مع عبد الفتاح القصري في النصب عليه وسرقة إيراد محله.
هذا الفنان له موقف قد لا يعرفه كثيرون،حيث تبرع بجميع ممتلكاته لبناء السد العالي،وأرسل خطابا للرئيس الراحل جمال عبد الناصر أكد فيه أنه تبرع بكل ما يملك من أموال سائلة و عقارات و محلات تجارية و مجوهرات و ذلك مساهمة لبناء السد العالي،وارفق بذلك شيكا بقيمة كل ما ذكره في خطابه.
عبد الناصر لم يكن يعرفه جيداً،ولانه موقف يدعو للاندهاش والإعجاب في نفس الوقت،سأل عبد الناصر عن هذا الفنان،حتي عرفه وتذكر له مشاهده في بعض الأفلام خاصة مع الفنان علي الكسار،كذلك من أشهرها ما أشرنا له في البداية مع الفنان نجيب الريحاني وفيلم سي عمر،حينما ادي دور البقال الذي يتم النصب عليه.
كان الفنان علي عبد العال بسيطا وبلغة الفن مغمور،ورغم أن التبرع كان بمثابة فرصة ذهبية للإعلان عن نفسه ودخول دائرة الضوء،وذلك بإعلان تبرعه لكنه خالف كل هذا واشترط في خطابه للرئيس عبد الناصر أن لا يعلم الصحفيون بتبرعه،وكان هذا الشرط سبباً في زيادة إعجاب عبد الناصر به وطلب مقابلته،وذلك عبر رسالة يشكره فيها و يطلب أن يتشرف برؤيته في مكتبه.
واستقبل عبد الناصر الفنان علي عبد العال في مكتبه في إستقبال مهيب بحضور رجال من قيادة الثورة والجيش،مما جعل الفنان يبكي وتنهمر دموعه،وسلم علي الزعيم عبد الناصر الذي قال له:أضحكت الملايين و أبكيت جمال عبد الناصر بوطنيتك"،وبعدها بعدة أشهر يتوفي الفنان علي عبد العال نتيجة أزمة قلبية في نوفمبر 1961،ونعاه عبد الناصر في الجريدة الرسمية بإسمه وبإسم مصر و شعبها.
تعليقات
إرسال تعليق