علاء الدين ظاهر
كشف بحث مهم لعالم الآثار الأستاذ الدكتور حسن محمد نور كلية الآثار بجامعة سوهاج قصة وتاريخ فن صناعة الزرابي في الشمال الأفريقي،والذي يعد كما قال من أهم الفنون التطبيقية لدرجة أنه احتل مكانة بارزة في حياتهم
وتابع:فقد صنعته أنامل النساء تحت الخيام في الأكواخ بعفوية المصانع الأهلية، كما صنعته المصانع الرسمية في المدن الكبرى تحت الإشراف الحكومي المنظم، واستعمل في فرش قصور الحكام والأمراء والأثرياء ، كما استخدم في فرش خيام البدو والعامة ومنازل الطبقة الوسطى، والثمين منه كان يعلق على الجدران للزينة، أو يفرش للصلاة عليه.
وصنعت هذه الزرابي للاستهلاك المحلي وأيضًا للتصدير للأسواق الأوربية والأفريقية، حتى أن بعض طرزها نال شهرة عالمية بين السجاد الإسلامي المنافس في الأسواق العالمية كالسجاد الفارسي والتركي والهندي والقوقازي ثم السجاد الأوربي في الآونة الأخيرة.
ولقد رسم الفنانون الأوربيون مجموعة كبيرة من اللوحات الفنية التي تدور جل موضوعاتها عن المستعمرات الجديدة في الشمال الأفريقي،وتمثل هذه الموضوعات مشاهد واقعية لأحداث اجتماعية كالبيع والشراء، والرقص والغناء، وما يدور في قصور الحكام والأثراء من أحداث تفصيلية تصل حتى إلى خدور النساء بأجنحة الحريم والجواري ، وكذلك بعض جوانب من حياة الطبقة الكادحة والمتوسطة في عباداتها ومعايشها.
ومثلت هذه الموضوعات التصويرية بيئة الشمال الأفريقي خير تمثيل، حتى أنها تنطق بالواقعية في أسمى صورها، فالعمائر بكافة خصائصها المغربية من صوامع (مآذن) مربعة، وعقود مفصصة أو حدوية أو مدببة، وأسقف منخفضة، وجدران مكسوة ببلاطات الزليج ذي الزخارف المغاربية الخاصة به، وبالحليات الجصية ذات الزخارف الهندسية والنباتية بمذاق مغاربي.
بل حتى النقوش الكتابية غير المقروءة كانت تقلد الشعارات المغاربية المشهورة في العصور الوسطى مثل شعار "لا غالب إلى الله" وهي منفذة بخط الثلث أو بالخط المغربي ، فضلا عن الأزياء المغاربية سواء للرجال أم للنساء ، وأخيرا الأثاث المغاربى وعلى رأسه فن الزرابى الذى مثل بعض طرز السجاد الأثرى المحفوظ في المتاحف المختلفة .
تعليقات
إرسال تعليق