البطاقة الشخصية للأثر حقيقة مش مجرد كلام وباحث يكشف التفاصيل..صور

 علاء الدين ظاهر

إذا كنت من محبي وعشاق الأثار الإسلامية وتقوم بزيارتها بإستمرار،مما لا شك فيه أنك لاحظت سواء خارج المبني الأثري أو داخله هناك لوحة عليها كتابات عن المكان وصاحبه ومتي أنشأه،وهذه اللوحة بمثابة البطاقة الشخصية للأثر،لكنها علميا تعرف بإسم"النص التأسيسي"،وهو ما كشفه حسام زيدان الباحث الأثري وعضو مؤسس فريق سراديب للوعي الأثري.

 

قال حسام:"النص التأسيسي" هو عمدة الاستدلال الأثري في المباني الأثرية بشكل عام، فمن خلاله نعرف عدد من المعلومات الهامة أولها نوع المنشأة تحديدًا والغرض منها، وكذا اسم المنشئ وألقابه ووظائفه وهناك نصوص تأسيسية تشتمل على اسم المُكلف بالبناء، وهناك نصوص تذكر اسم معلم أو مهندس البناء، وكذلك تاريخ البدء والانتهاء، أو على الأقل انتهاء البناء، كما يُعد نوع الخط المكتوب به النص التأسيسي نوعًا من أنواع الاستدلال على انتماء النص للعصر.

 

والنص التأسيسي يجعل الباحث عن أصل الأثر وماهيته يقطع نصف الطريق ناحية الحقائق المجردة، والآثار الإسلامية غنية بالنصوص التأسيسية وأحد أشهرها النص التأسيسي لقلعة الناصر صلاح الدين،و"الباب المدرج" في قلعة الناصر صلاح الدين الأيوبي، وهو أحد أبوابها الرئيسية التي أنشئت في عصره، تقع به عدة نصوص تأسيسية، أولها النص التأسيسي الرئيسي للقلعة والذي فيه عدة أسماء هامة.

 

والنص من تسعة أسطر مكتوب بخط النسخ الأيوبي ويقول

"بسم الله الرحمن الرحيم إنا فتحنا لك فتحا مبينًا ليغفر لك الله/

ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطًا مستقيما/

وينصرك الله نصرًا عزيزًا أمر بإنشاء هذه القلعة الباهرة المجاورة لمحروسة/

القاهرة بالعرمة التي جمعت نفعا وتحسينا وسعة على من التجئ إلى ظل/

ملكه تحصينا مولانا الملك الناصر صلاح الدين والدنيا أبو/

المظفر يوسف بن أيوب محي دولة أمير المؤمنين/

على يد أمير مملكته ومعين دولته قراقوش بن عبد الله الملكي الناصري في سنة تسع وسبعين وخمس مائة"

وأسفل النص جامة مستديرة بها كلمة "الملك لله" بالخط الكوفي المزهر.

 

وعلى الجانب الأيمن للباب المدرج ثلاثة نصوص تأسيسية أخرى تؤرخ للتجديدات التي تمت بقلعة الجبل وكلها بخط النسخ المملوكي، وكلها زمن المماليك الجراكسة، الأول باسم السلطان الظاهر أبو سعيد جقمق 815 هـ، الثاني الأشرف قايتباي غير مؤرخ، الثالث للعادل طومان باي مؤرخ بعام 906هـ.

 

 

تصوير أدمن سراديب : شريف هاشم


 

تعليقات