فيللا فرناند تراث قوطي مهمل في بورسعيد..هل ستنالها معاول الهدم أم ..؟!!..صور

 


 علاء الدين ظاهر

إذا ذهبت في يوم ما إلي بورسعيد ومررت بمنطقة حي الشرق وتحديدا شارع عبد السلام عارف"شارع إبراهيم سابقاّ"ستجد فيلا صغيرة تبدو عليها جلية ملامح التراث والتاريخ،لكنك ستصاب في نفس الوقت بالحزن والحسرة علي هذا التاريخ.

 

هذا المكان رغم قيمته التراثية المعترف بها يكاد يشكو من الإهمال،والذي وجد من يوثق تاريخه وهو الدكتور أحمد رجب مفتش الأثار والمتخصص في تراث وتاريخ مدن القناة،والذي كشف لنا تاريخ وحكاية هذا المبني قائلا" والله دي ما فيلا ديليسيبس"

 

إقرأ أيضا 

فابريكة سجائر ومسرح إيطالي..تاريخ ينتظر التطوير ب 3.5 مليون جنيه..صور وحكاية 


أبدينا تعجبنا وسألناه عن هذا القسم ولماذا بدأ به الحكاية،وقال:الفيللا تلفت نظر المارة بتصميمها الفريد المميز حيث تتبع الطراز القوطي، و لم يتبقى من عمائر الطراز القوطى بمدينة بورسعيد سوى إثنان هما فيلا فرناند و مقبرة ماستراباسكى (L.Mastrapasque) (1916م " وهي مقبرة إيطالية.

ويظن الكثير انها كانت الفيلا الخاصة بفرديناند دى ليسيبس، نظراّ لوجود لوحة رخامية أعلى مدخل الحديقة نقش عليها Villa Fernande، و بالبحث و الدراسة في الوثائق خلال دراستي تبين ان منشى الفيلا هو المسيو ريشار آسي في 15 يوليو 1952م (و هو فرنسي الجنسية كان يعمل بشركة قناة السويس العالمية) أي بعد وفاة فرديناند دى ليسيبس تقريباّ ب 31 عام و هذا ما يؤكد عدم نسبتها إلى دى ليسيبس،وفي الخمسينات من القرن الفائت تم تأجيرها للخواجة جورج كما ورد بالوثائق، و ربما اللوحة الرخامية التي تحمل اسم Fernande خاصة بأحد المستأجرين الفرنسيين في فترات لاحقة و لهذا التشابه يظن الكثير انها فيلا فرديناند دى ليسيبس.

و تشغل الفيلا مساحة 420 م2 وتتبع الطراز القوطي  هذا الطراز الذى ظهر في اوربا  خلال العصور الوسطى نتيجة لظهور الحماسة الدينية بعد الحروب الصليبية و أصبحت الكنيسة هي المسيطر و المهيمن على كل مناحي الحياة، لذا كان رجال الدين لهم تأثير كبير و واضح في تحديد ملامح هذا الطراز الذى يزخر بالمعاني الدينية .

 

فنجد أن العمارة القوطية بصفة عامة تظهر بوضوح في عمارة الكنائس و الكاتدرايات ، و يعد الطراز القوطي اول طراز معماري تحرر فيه المعماريون من سيطرة الطرازين الروماني و البيزنطي سواء في المضمون او في الأسلوب الفني، حيث استحدثت العمارة القوطية التشكيل في الاتجاه الرأسي إشارة إلى الآلة الأعظم، و اتجه إلى ديناميكية الخارج و التطلع إلى السماء.

 واضاف:قد انتقل هذا إلى مصر خلال القرن التاسع عشر،و تعد الفيلا من أشهر معالم بورسعيد التراثية ، تم إدراجها بقوائم حصر المباني ذات الطراز المعماري المميز و التي تخضع لقانون 144 لسنة 2006م، و الفيلا حاليا مملوكة لأحد رجال الأعمال، و مثلها مثل باقي عمائر المدينة التراثية تعانى الإهمال... فهل ستنالها معاول الهدم يوما ما ؟ ام سيكون هناك مشروع ترميم للحفاظ على ما تبقى من تراثنا؟



 

تعليقات